كلمة لحفل تكريم المتفوقين 2006
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، وخير صحبه المنتجبين. أيها السادة والسيدات، أولياء أمور الطلبة والطالبات، أولادنا المتفوقون وبناتنا المتفوقات، سلام من الله عليكم جميعا وبركات. نحتفل اليوم بتكريم هذه النخبة من طلابنا وطالباتنا للعام الدراسي 2005- 2006، تقديرا لجهودهم في التحصيل الدراسي، هذا التحصيل الذي هو محرك ووقود التقدم لمجتمعاتنا المحلية بصورة خاصة، ولوطننا –البحرين- بصورة عامة، وتشجيعا ومساندة لكل طالب ومتعلم، لأن يشق طريقه في تحصيل العلم والمعرفة بعزيمة وإرادة واستمرارية، ورغم الصعوبات والمشاقّ.
مرة أخرى، وكما في العام الماضي في مثل هذا الشهر، تجمعنا الجهود الطيبة والمخلصة لإخواننا وأصدقائنا في مركز مهزة الثقافي، احتفاء وتكريما لطلابنا المتفوقين وطالباتنا المتفوقات، الذين هم طاقات المستقبل العلمية والعملية، ودعما ومساندة وتشجيعا للعلم والتحصيل العلمي، وشعورا بالمسؤولية الاجتماعية في هذا الاتجاه. ومن واجبنا في هذا السياق أن نتقدم كذلك بالشكر الجزيل والثناء الوفير إلى الإدارة المحترمة لمدرسة سترة الثانوية للبنات على تفضلها، للمرة الثانية، باحتضان هذه الاحتفالية الطيبة وذات المغزى، هذه الإدارة الشاعرة بالمسؤولية، والمقدِّرة للإنسان ولأهمية المعرفة والعلم والتحصيل الدراسي في حياته ولتقدم مجتمعه ووطنه. وكذلك، الشكر والثناء موصولان لكم، يا أولياء أمور المتفوقين من الطلبة والطالبات في مجتمع قريتنا، على حضوركم هذا الاجتماع المبارك وذي المعنى، وعلى حسن دعمكم وتشجيعكم لأولادكم وبناتكم في التحصيل الدراسي الأكاديمي.
أيها السادة والسيدات! أولادنا المتفوقون وبناتنا المتفوقات!
لا مندوحة عن القول بأن مجتمعاتنا المحلية إذا أرادت التقدم وعلى مختلف المستويات، فلابد لها أن تتمسك بدعامة العلم والتحصيل الدراسي، والارتقاء في مستوياته حتى بلوغ أعلى الدرجات، والاستمرار في هذا السبيل بعزيمة وإرادة وثبات. فبالعلم والتحصيل الدراسي تتقدم المجتمعات، وتتحسن المعائش. وفي هذا السبيل، واجبنا، كأولياء أمور، أن نصنع من أنفسنا جميعا طاقات تشجيع وتشويق، وموارد دعم ومساندة لأولادنا وبناتنا في التحصيل العلمي، وأن نجعل من أنفسنا وسائل طيبة لنشر وتكريس هذه الثقافة الإيجابية. فالعلم جميل ولطيف، ولكننا لسنا في غنى عن التشجيع والتشويق فضلا عن الدعم والمساندة. وهذه الاحتفالية الطيبة التي نحن حاضرون ضمن نظامها هي، في جانب مهم منها، مصدر نور وتشجيع وتشويق في سبيل العلم والتعلم. إن كلمة تشجيع أوممارسة تشويق يمكن أن تنقل ولدنا أو ابنتنا إلى مستوى رفيع في التحصيل العلمي، وإن التفكير الإيجابي، والنظرة الإيجابية المتفائلة للعلم والتعلم، والقائمة على الإرادة والفعل والاستمرارية، يمكن أن تصنع الكثير لأولادنا وبناتنا في التحصيل الدراسي وفي مختلف مستوياته: الابتدائية، والإعدادية، والثانوية، والجامعية. وهذا الأمر بيدنا، وواجبنا جميعا أن نمارسه على أفضل وجه، وأن نتمسك به، وأن نحوله إلى جزء من تفكيرنا وثقافتنا وشخصيتنا وسيرتنا.
أيها السادة والسيدات!
مما يفرحنا ويسعدنا أن نرى الطالبات الجامعيات يكثرن في مجتمع قريتنا، وواجب أبنائنا الطلبة أن يضعوا نصب أعينهم أهمية التعليم الجامعي، وأن يكونوا كذلك، وأن يدخلوا مع أخواتهم الطالبات في منافسة حقيقية (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)). ولابد من التشديد هنا على أن التعليم الجامعي ليس هدفا في حد ذاته، ولكنه أضحى، في عالمنا المعاصر، وسيلةً شبه ضرورية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والنهوض بها. وعلى هذا فليكن من اهتماماتنا التعليمية الأولى الإكثار من الجامعيين والجامعيات، وفي مختلف التخصصات، والاهتمام الحقيقي بالجامعيين والجامعيات فضلا على الاهتمام بالطلبة والطالبات في مستويات التعليم الدنيا، باعتبارها خطوات ودرجات نحو التعليم الجامعي. وأقول لكم –يا أولياء أمور الطلبة والطالبات- بكل صراحة: إننا إذا أفلحنا -في كل سنة- في إدخال مجموعة لا بأس بها من أولادنا وبناتنا إلى الجامعة وتخريج مجموعة لا بأس بها منهم منها، وفي مختلف التخصصات، فإن وضعنا التعليمي سيكون مرضيا وإيجابيا، وهو الأمر الذي سيترك آثاره الإيجابية على عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مجتمعنا المحلي بصورة خاصة. وخلاف ذلك صحيح تماما.
وعلى هذا، من واجبنا جميعا أن نسعى بجد واجتهاد، على أن يكون الاهتمام بالعلم والتعليم من سمات مجتمعنا المحلي، وأن لا نسمح بحالة التسرب والانقطاع عن التعليم بالحصول، أو أن نقللها إلى الحد الأدنى. جميعنا ينبغي أن نتحول إلى توجهٍ داعم، وتيارٍ مساند، وظاهرةٍ مشجعةٍ للعلم والتعليم في مجتمعنا، وباستمرار.
وفقكم الله جميعا أيها السادةُ والسيدات، لخدمة أبنائكم وبناتكم، وللنهوض بمجتمعكم، ووفق أبناءنا الطلاب وبناتِنا الطالبات في مجتمع قريتنا، لبلوغِ الدرجاتِ الرفيعةِ في التعليم، مع تأكيد شكرنا لإخواننا في مركز مهزةَ الثقافي، على اضطلاعهم بالقيام بهذه الفعالية الطيبة، (تكريم المتفوقين من الطلبة والطالبات)، ودعاؤنا لهم من الله سبحانه وتعالى أن يلهمَهم التوفيقَ والسدادَ في أنشطتهم وفعالياتِهم المستقبلية، للمساهمة في النهوض بمجتمع قريتنا بصورة خاصة وبمجتمعنا البحريني بصورة عامة.
والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
بقلم: السيد رضا علوي السيد أحمد
18/6/2006م