إطار عمل مقترح في التنمية الثقافية والمجتمعية
شعار الإطار: “إنساننا ومجتمع قريتنا… نحو واقع ثقافي واجتماعي وحياتي ومعيشي أفضل”.
تمهيد: تنطلق فكرة هذا الإطار من مبدأ ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى ابتداء، ثم من الإحساس بالإنسان في مجتمع قريتنا واستشعار أوضاعه الثقافية والاجتماعية والحياتية والمعيشية، ومن الحاجة إلى مناخ ثقافي تنويري يساهم في تحسين أوضاع هذا المجتمع على مختلف الصعد. وتقوم فكرته -بصورة أساسية- على أن التغيير نحو الأفضل يبدأ من معالجة وتغيير ما بالذات من معوقات لهذا الأفضل، على المستوى الفردي، وعلى المستوي الجمعي، اهتداء بقوله تعالى: ((لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)). ويهدف الإطار فائدة الفرد ومصلحة مجتمع القرية ورفاهه، من خلال تثقيف الفرد بما هو لازم له أو بحاجة إليه في معيشته وحياته ومحيطه، ومن خلال تذكيره أو إرشاده أو وتوجيهه لأهمية الخطوط العملية في هذا السبيل بهدف وعيها وإتقانها، والمشاركة فيها، والمساهمة في تعميميها وتطبيقها، إن بصورة فردية، أو بصورة جمعية مبنية على إعداد وتنسيق معين، مثل تشكيل لجان معنية، والتعاون والتنسيق بين المؤسسات الأهلية في مجتمع القرية، وما شابه ذلك من صور الإعداد والتعاون والتنسيق. وبكلمة، إن هذا الإطار محاولة فكرية، ثقافية، استشعارية إلى ما فيه خير الإنسان في منطقتنا.
وفي هذا الاتجاه، لابد من التأكيد مبدئيا على أن سلوك الفرد وتصرفاته في الواقع الخارجي هي انعكاس لواقعه الداخلي المتمثل في الحالة الثقافية والفكرية النفسية (المكوِّنات الذهنية) التي هو عليها، بما يمتلكه من أفكار وتصورات وقناعات وانطباعات ومعلومات ومعارف ومواقف وآراء، وذات علاقة وارتباط بدرجة أو مستوى الوعي الذي يمتلكه. وما سلوك الفرد وأفعاله إلا ترجمة عملية لتلك المكونات الذهنية التي تشكل شخصيته الفكرية والثقافية والعملية. وبعبارة أخرى: إن تلك السلوك والتصرفات والممارسات تكون محكومة أو متأثرة بشكل ملحوظ بتلك المكونات الذهنية. ولنا أن نتصور كيف هي الانعكاسات الإيجابية المتوقعة حينما تكون تلك المكونات صحيحة وإيجابية وفاعلة، وكيف هي الانعكاسات غير الإيجابية حينما تكون تلك المكونات منحرفة أو خاطئة أو مغلوطة أو ناقصة أو غير إيجابية أو كاشفة عن فقر في الوعي والثقافة والمعرفة المعيشية. ومن أجل بناء فرد ومجتمع يحسنان التعاطي الثقافي والعملي مع مواردهما، ومتطلبات حياتهما، وقضايا معيشتهما، ووظائف مجتمعهما وأهدافه، والشعور بأهمية التنمية الثقافية والاجتماعية لهذا المجتمع، من أجل هذا، ثمة حاجة إلى بناء خطاب يتوجه إلى تلك المكونات والثقافة والأفكار لإعدادها وصياغتها بالشكل الذي يأخذ بالفرد والمجتمع إلى الأفضل، ويعود بالخير والمصلحة عليهما.
وانطلاقا من الدور التأسيسي الهام للثقافة والتنوير في التنمية الثقافية والاجتماعية، وتمكين الفرد من التعامل مع ما حوله من بيئة ومجتمع وإمكانات وموارد وظروف حياتية، انطلاقا من هذا جاء التفكير في صياغة هذا الإطار الذي هو أشبه بخطة -أو لائحة أو ورقة أو برنامج- تشدد وتؤكد على أهمية جوانب هي ليست بجديدة ولكنها بحاجة إلى أن تؤخذ بعين الاعتبار، وأن تُعطى حقها من الاهتمام بها والتركيز عليها بصورة متواصلة ودورية، وتعميم الوعي بها بصورة مستمرة ودائمة، بهدف إيجادها في الواقع وتحويلها إلى جزء من فكر وثقافة الإنسان وشخصيته في منطقتنا، على طريق الأخذ به وبها إلى الأمام والأفضل. والمأمول أن يساهم أفراد مجتمع قريتنا -بما يستطيع كل منهم- في نشر وتعميم وتكريس كل ما من شأنه المساهمة في التنمية الثقافية والاجتماعية لمجتمعهم، وفي كل ما يسعى إلى تحقيق الفائدة والمصلحة والخير وبلوغ الأفضل للإنسان فيه.
وتعتمد الاستفادة من هذا الإطار -في المقام الأول- على الشعور بالحاجة إلى التنمية الثقافية والاجتماعية في مجتمع قريتنا. وتعتمد -في الدرجة الثانية- على الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، والرغبة، والتشجيع البشري، والنظرة الإيجابية المؤمّلة المتفائلة، والتفاعل، والتعاون، والدعم والمساندة، وامتلاك الروح الإيجابية، والتنافس الأخلاقي بين مؤسسات المجتمع فيما يحقق مصلحته، ويحافظ على وئامه وانسجامه وتماسكه ووحدته، والقيام بدور إيجابيّ ما -وإن قلّ- في هذا السبيل. ويُفترض أن تكون الفئة المثقفة والشاعرة بالمسؤولية الاجتماعية والمتصدية للمسؤوليات التطوعية معنية أكثر من غيرها بالقيام بهذا الدور، سواء فيما يتعلق بالناحية التثقيفية والتوعوية، أو فيما يتعلق بالتطبيق العملي لمواد هذا الإطار أو غيره من الخطط والبرامج. وتعتمد في الدرجة الثالثة على إيجاد التدابير والوسائل والطرائق العملية والتعاون والتنسيق لتحويل مواد الإطار إلى واقع ملموس، وهو ما يمثل جوهر الغاية من هذا الإطار.
إن هذا الإطار ليس مجرد تصورات نظرية أو مثالية، ولكنه تطلعات معقولة وواقعية قائمة على تشخيص الحاجات الأساسية لمجتمعنا، ويمكن أن تتحول إلى واقع معاش مفيد لفرد ومجتمع قريتنا إذا وجدت المقومات اللازمة لذلك، ويمكن الزيادة عليه والتفصيل فيه -وخصوصا في المقترحات العملية والتطبيقية- حسبما تستدعيه تلك الحاجات. ولكل مادة من مواد الإطار أو كل تفصيل من تفاصيله يمكن وضع تصورات وتدابير عملية عن طريق التفكير الفردي والجمعي المشترك والتعاون والتنسيق بين العاملين والمشاركين في العمل التطوعي، في جميع المؤسسات الأهلية في القرية على الأكثر، لإخراجه إلى حيز التطبيق. وما التفصيلات والمقترحات العملية المذكورة فيه إلا أفكار وتوصيات عملية مفيدة في هذا السبيل، ويمكن لنا أن نحولها إلى استفادة ملموسة إذا ما أردنا ذلك، على طريق تنمية ثقافية واجتماعية أفضل لمجتمع قريتنا. واهتماما بالجانب العملي وتركيزا عليه، روعي في المقترحات العملية جعلها بالخط المغلَّظ، لتسهيل الوقوف عندها أو الرجوع إليها.
موادّ الإطار
مادة 1/ العلم والتعلم والتعليم:
العلم جانب أساسي وضرورة من ضرورات حياتنا، وعامل شديد التأثير في رقينا وتقدمنا، ورفع مستوى معيشتنا، وبناء عليه فلنشجع العلم والتعلم والتعليم عموما، ولنجعل من الاهتمام بالعلم والتعلم والتعليم مكونا من مكونات ثقافة مجتمع قريتنا.
ا- التعليم الجامعي حاجة مجتمعية بالغة الأهمية، فلنركز على الدراسة الجامعية، ولنشجع عليها، ولنشجع التخصص فيها.
ب- في حالات استثنائية ولأسباب مختلفة، قد يستدعي الأمر التوقف عن مواصلة التعليم، فلنشجع على إحراز الحد الأدنى منه في تلك الحالات، وليكن ذلك الحد هو التعليم الثانوي.
ج- تشجيع التعليم المسائي لمن فاته قطار التعليم النظامي، لظرف من الظروف، أو لسبب من الأسباب.
د- الأمية أعدى أعداء التقدم المجتمعي، فلنشجع التعليم الهادف إلى القضاء على الأمية والجهل المعرفي والمعيشي.
هـ- تعليم الروضة أثبت فائدته، فلنشجع هذا التعليم لما له من أهمية ملموسة في تربية الطفل وتهيئته للتعليم الابتدائي، مع التركيز في التربية الأسرية في نفس الوقت.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– التعليم يشمل: التعليم الأكاديمي، والتعليم الديني الأخلاقي. والتعليم الأكاديمي يقصد به هنا التعليم الجامعي بصورة خاصة، وبصورة عامة يشمل التعليم الجامعي، والثانوي، والإعدداي، والابتدائي، وكل تعليم مفيد آخر غير التعليم الديني الأخلاقي الذي تهتم به المادة الثالثة والمادة الرابعة.
– تكريس مبدأ الاهتمام بالتحصيل الدراسي، وتقدير المعلم وتبجيله والتعاون والتفاعل معه.
– مواجهة الفكرة السلبية عن التعلم والتي مفادها: لماذا ندرس طالما أننا سنكون عاطلين عن العمل؟ وذلك بإيجاد وتعميم ثقافة إيجابية تتجاوز هذه النظرة غير الإيجابية بالاستمرار والتركيز في التحصيل الدراسي حتى بلوغ أعلى الدرجات الدراسية الممكنة.
– تشجيع وتكريس العلاقة التفاعلية بين أولياء الأمور والمدرسة (مثال اليوم المفتوح، ومجلس أولياء الأمور، والمتابعة الدورية لمستوى الطالب).
– تشجيع أجواء الاهتمام بالمذاكرة والاستعداد للامتحانات الدراسية. (الاستفادة من المنابر والندوات والمجالس الشعبية في التوجيه إلى ذلك).
– تشكيل البرنامج المستمر لدروس الدعم والتقوية للمحتاجين دراسيا من الطلاب والطالبات.
– استكشاف وتدريب وتكثير المدرسين المتطوعين لدروس الدعم والتقوية.
– تكريم دوري لمدرسين وأشخاص (بنين وبنات) يبذلون جهودا خيرة ومعتبرة في برامج دروس التقوية.
– تشجيع الطلبة الذي يواجهون صعوبة في بعض المواد الدراسية أن يجدوا ويجتهدوا، وتحصينهم من موضوع التفكير في ترك الدراسة، وتقديم الدعم والمساندة اللازمة لهم في هذا السبيل.
– تكريم الخريجين الجامعيين تقديرا لجهودهم العلمية التحصيلية من جانب، ولتشجيع التعليم الجامعي والارتقاء به في المنطقة من جانب آخر.
– تقديم الاستشارة لمن ينوي الالتحاق بالجامعة. وكمقترح عملي يمكن تنظيم لقاءات مع الطلاب، بنين وبنات، تساعدهم في اختيار التخصص اللائق بهم أو الذي يرغبون إليه، مع الأخذ بعين الاعتبار متطلبات سوق العمل.
– تقديم المساعدة الممكنة فيما يتعلق بالدراسة الجامعية، وهي في الحد الأدنى تقديم معلومات عن طريقة الالتحاق أو الانتساب، أو تقديم دليل عن برنامج دراسي جامعي معين، وما شابه ذلك.
– تنظيم محاضرات وندوات تعنى بالتعليم الجامعي، واستضافة شخصيات ذات خبرة في هذا التعليم للاستفادة منها في التشجيع باتجاه هذا التعليم.
– الاهتمام بالطلبة الجامعيين المغتربين. ومن المقترحات العملية: أن تقوم المؤسسات الثقافية الأهلية في القرية بتنظيم لقاءات مع هؤلاء الطلبة قبل سفرهم وبدئهم للدراسة، بالإضافة إلى لقاءات فصلية أو سنوية لطرح تجربتهم في الدراسة وظروف المعيشة والتجارب المكتسبة، وتوجيه الطالب متى ما دعت الحاجة إلى ذلك.
– استضافة مدراء مدارس للحوار مع أولياء أمور الطلاب في ما يتعلق بالتحصيل الدراسي وكيفية تذليل المعوقات وحلّ المشكلات إن وُجدت.
– الاستفادة من خبرات الآخرين في مجال المعلومات الجامعية، والتشاور في أمر الدراسة الجامعية.
– تشجيع الدراسات العليا، مثل الماجستير والدكتوراه.
مادة 2/ الثقافة وبناء الشخصية المثقَّفة:
– الثقافة الحيّة ركيزة من ركائز المجتمع الحيّ الناهض، فلنعطِ للثقافة أهمية تليق بمكانتها، ولنشجعها، ولنبنِ شخصيات مثقفة بكل ما نستطيع، ولنشجع في هذا الاتجاه.
تفصيلات ومقترحات عملية:
تشجيع القراءة والاهتمام بها، على طريق إيجاد مجتمع محلي قارئ.
تشجيع ارتياد المكتبات العامة والاستفادة منها.
الاهتمام بالمكتبة المنزلية (صناعة المكتبة المنزلية)، وتفعيل دورها في صناعة الثقافة والوعي الأسريَّين.
تشجيع متابعة الصحافة واقتناء المجلات الدورية.
ارتياد معارض الكتاب لما لها من دور في صناعة الشخصية المثقفة والواعية.
حسن الاستفادة من جهاز التلفزيون. (حيث إن جهاز التلفزيون أمسى في زمننا من الأوليات -إذا جاز التعبير- لا من الكماليات، وله دوره الملموس في عملية تشكيل وعي وثقافة الإنسان، فينبغي التوجه بجد إلى خلق وعي ثقافي يعالج الطريقة السليمة والنوعية للاستفادة من هذا الجهاز.
مادة 3/ الإيمان بالله وبناء الإنسان المتدين:
الإيمان هو الطريق الطبيعي للفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها، وهي معرفته وتوحيده، فلنسعَ بجد من أجل صناعة إنسان مؤمن متدين، وأسرة مؤمنة متدينة، ومجتمع مؤمن متدين.
تفصيلات ومقترحات عملية:
مساجدنا رموزنا وسُرُجُنا الدينية والإيمانية، فلنظهرها في أحسن صورة، وعلى مختلف المستويات.
الاهتمام الجاد بتعليم الأطفال الصلاة، باعتبارها عمود الدين، وتعليمهم وإرشادهم إلى إتقانها والمحافظة على أدائها في أوقاتها. وللمنزل والأسرة دور رئيس في هذا التعليم.
تنظيم دروس أو دورات لتعليم الأطفال قراءة القرآن وتضمين هذا التعليم تفسير مبسط للمطالب والمضامين القرآنية (التعليم القرآني أو الثقافة القرآنية) بما يتناسب ومستوى النمو العقلي للطفل.
تنظيم دروس في تجويد القرآن للأطفال الإناث وكذلك للنساء.
الاستفادة من الجمعيات القرآنية التي تقوم بتدريس قراءة القرآن وتجويده.
تعليم الأشبال والبالغين الأحكام الفقهية التي يحتاجون إليها والمسائل التي هي مورد ابتلاء بالنسبة لهم. وكمقترح عملي: يمكن تنظيم حلقات درسية في هذا المجال.
تنظيم زيارات دورية ذات مضمون روحي واجتماعي إلى مقامات الأولياء، للآباء والشباب والنشء، ذكورا وإناثا.
مادة 4/ الأخلاق والفضائل والقيم الأخلاقية والسلوك والسيرة:
الأخلاق والفضائل والقيم الأخلاقية هي ملكات ومعايير السلوك والسيرة الإنسانية، وهي ركيزة أساسية لبناء المجتمع الفاضل، الحيّ، والمطمئن، وسياج قوي لحفظه وصيانته وعمرانه، فلنلتزم القيم الأخلاقية، ولنعشها في حياتنا، ولنشجع عليها في الاجتماع، ولنعمل بجد واهتمام من أجل صناعة فرد ومجتمع أخلاقيَّين.
إن عالمنا اليوم يعيش بالفعل أزمة قيم مرعبة ومستشرية، هي في منتهى الخطورة على وجودنا وهويتنا الثقافية، ووجود هذه الأزمة ينبغي ألا يزيدنا إلا تمسكا بهذه الهوية وبالقيم والمثل الفاضلة وتحصنا من حالات ومظاهر الانحراف عن تلك القيم والمثل.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– تربية الأطفال منذ صغرهم على رعاية المعايير والحدود الأخلاقية والسلوكية.
– التحصين المستمر للأطفال والشباب من المعطيات غير الإيجابية الحديثة لثورة المعلومات والاتصال وخصوصا مظاهر الانحراف الأخلاقي في الشبكة العالمية للمعلومات والقنوات الفضائية الإباحية.
– تنظيم دروس – معدّة إعدادا منهجيا- للأطفال في الأخلاق وحسن السيرة والسلوك.
– تنظيم دروس -معدّة إعدادا منهجيا – للشباب في الأخلاق وحسن السيرة والسلوك.
– تنظيم دروس في أخلاقيات الرسول الكريم محمد (ص) والأنبياء والرسل (ع) وأئمة أهل البيت (ع).
– تشجيع القراءة والاطلاع في الجانب الأخلاقي السلوكي.
مادة 5/ الحب المجتمع:
الحب حياة المجتمع، ولا أضرّ للمجتمع من الكراهية، فلنبنِ حياتنا على الحب والمودة، ولنوسع من دائرته، ولنبث الوعـي والثقافة بضرورة سيادته وقيمته في اجتماعنا، ولنشجع في هذا الاتجاه.
ا- الحب من أبرز القيم والمبادئ التي تعرضت للتشويه من قِبل الحضارة المادية (والغربية تحديدا)، فلنعمل على تكريس الحب النقي الخالص والشامل الذي أمرنا به خالقنا عز وجل، وأن لا نعطي طريقا للحب المشوه أن يكون له وجود وانتشار بيننا. (من أبرز صور الحب المشوه: “حب” الجنس الآخر بغرض الوصول إلى علاقات جنسية غير مشروعة).
ب- الاختلاف سنة من سنن الحياة، فإذا اختلفنا فينبغي أن نلتزم آداب الاختلاف، بصورة لا يخرجـنا الاختلاف عن دائرة الحب، وأن يكون الحب صديقنا الحميم، والكراهية عدونا اللدود، ولنشجع في هذا الاتجاه.
ج- الحب أرضية الصلح، والصلح وصلاح ذات البين قيمة اجتماعية عظيمة، والإصلاح بين الناس طريق إلى توسيع دائرة الحب بينهم، فلنقرِّب بين المختلفين، ولنصلح بين المتخاصمين، ولنشجع على الصلح وإصلاح ذات البين بين ظهرانينا.
د- الإصلاح في الحياة الزوجية طريق إلى بقاء أواصر الزوجية وامتداداتها في المجتمع، وضمان نشوء أجيال قوية ومتماسكة وإيجابية، فلنشجع الإصلاح في الحياة الزوجية، وتلافي الانفصا بالطلاق وما يترتب عليه من تفكك أسري ومشكلات اجتماعية.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– التوجيه المستمر إلى تعميم ثقافة الحب وتوسيع دائرته بين الناس في مجتمعنا.
– المبادرة إلى ممارسة الإصلاح بين الناس حين حدوث الاختلافات غير العادية أو “النزاعات” أو “الصراعات” المحتملة، واجتناب ترك الفرصة لها لتكبر وتتوسع.
– نشر الوعي بأهمية تضييق حدود كل ما من شأنه الإضرار بالحب بين الناس، مثل الاختلاف في النظر إلى الأمور، تشديدا على قاعدة أن الاختلاف لا ينبغي أن يفسد للود قضية، والتأكيد على مبدأ وضع إطار أخلاقي (حدود أخلاقية ) لأي اختلاف، وهو مبدأ عدم الخروج على المصلحة العامة (مصلحة المجتمع).
– تعزيز قاعدة اجتناب الوقوع في الثقافة الإقصائية، لكونها بيئة خصبة للإضرار بالحب في المجتمع، وبوئامه، وانسجامه وتماسكه ووحدته.
مادة 6/ معاملة الناس:
معاملة الناس هي أبرز ما يهم الإنسان في هذه الحياة، فلنصنع وعيا ثقافيا بأهمية هذه المعاملة وبالطريقة الأخلاقية الصحيحة التي ينبغي أن تكون عليها.
الانفتاح القلبي والحوار الأخوي القائم على المصارحة مسلكان إيجابيان حضاريان في المعاملة والعلاقة الاجتماعية، فلنمارسهما في حياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية العامة والخاصة، وأن نبتعد عن الكبت غير الإيجابي في علاقاتنا، وأن نشجع في هذا الاتجاه.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– تشجيع بناء ثقافة الاهتمام بالاتصال بالناس ومعاملتهم، ومركزية القيم الأخلاقية والفضائل في الاتصال والتعامل.
– كمقترح عملي، يمكن تنظيم حلقات، للذكور والإناث، تُعنى بتقنيات واستراتيجيات الاتصال والتعامل بين الناس.
– تشجيع القراءة والاطلاع في مجال الاتصال والتعامل بين الناس.
مادة 7/ المهارات الحياتية:
المهارات الحياتية هي من الحاجات الأكيدة لحياة الإنسان، فلنصنع وعيا وثقافة بها وبأهميتها، ولنعلّم هذه المهارات لأولادنا وأجيالنا الجديدة، بنينا وبنات.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– العمل على بناء أطفال قادة، يعتمد عليهم في تحمل مسؤوليات اجتماعية مستقبلا.
– تعليم الطفل في المنزل مهارات الحياة والتدبير.
– تنظيم حلقات دروس وورش عمل في المهارات الحياتية والتدبير، للشباب والأطفال، بنين وبنات، وبما يتناسب مع العمر ومستوى النمو والإدراك العقلي.
– الاستفادة من تجارب وخبرات قادة الكشافة وأفرادها في تعليم الأطفال مهارات الحياة والتدبير.
– تشجيع الأطفال والشباب على القراءة في مجال المهارات الحياتية والتدبير.
– الاستفادة من المعطيات العلمية الحديثة التي تساعد في اكتساب المهارات الحياتية وصناعة الشخصية القيادية المدبرة، مثل البرمجة الغوية العصبية (NLP)، والدراسات التي تهتم بالشخصية المنظمة والمدبرة والقيادية.
مادة 8/ القلم ومهارة الكتابة وبناء الكتّاب والصحافيين:
القلم كائن عظيم مؤثر في بناء المجتمع وتنميته، فلنشجع القلم، ولنبنِ أقلاما كفوؤة وصحافيين في منطقتنا، ولنشجع في هذا الاتجاه.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– تشجيع الأقلام، وبناء أقلام جديدة. تنظيم دورات فصلية أو سنوية في فن الكتابة للراغبين من الشباب.
– التشجيع على بناء أقلام نسوية، وتنظيم دورات فصلية أو سنوية في فن الكتابة للراغبات من الشابات والراغبات.
– الاستفادة من خبرات الكتّاب والصحافيين والمؤلفين وتنظيم ورش عمل تهتم ببناء الكتّاب وأصحاب الأقلام.
– التشجيع على الكتابة إلى الصحافة، وخصوصا فيما يتعلق بحاجات المجتمع المحلي.
– تشجيع التأليف وبناء المؤلفين.
– كمقترح عملي: يمكن طرح مسابقة تأليف أفضل كتيّب أمام الراغبين وأصحاب المهارة في فن الكتابة.
مادة 9/ المنابر والخطابة:
منابر أهل البيت (ع) محافل ثقافية وتربوية وتنموية للمجتمع، وهكذا ينبغي لها أن تكون، والخطابة المنبرية تشكّل وسيلة ثقافية واجتماعية، ينبغي لها أن تكون نوعية وفاعلة ومؤثرة، فلنحسن اختيار الخطيب، ولنختر الخطيب المؤهَّل الناصح الجيّد، ولنشاركه في اختيار الموضوعات التي هي بحاجة إلى معالجة، ولنشجع في هذا الاتجاه.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– تكريس ثقافة الاهتمام بالمضمون، حيث إنه الهدف الرئيس من المآتم والمواكب وإحياء ذكريات أهل البيت (ع)، وإن المظهر ما هو إلا وسيلة لذلك المضمون وتحققه في حياة الإنسان.
– صناعة مناخ يوجه باتجاه اختيار الخطباء ذوي القدرة على الطرح الفكري والثقافي والتربوي والحياتي ومعالجة الموضوعات الحياتية والمجتمعية التي يكون مجتمعنا ومنطقتنا في حاجة ماسّة إليها، وهي الموضوعات التي تلامس حياة الناس ومشكلاتهم.
– تشجيع التحسين في المأتم النسوي باتجاه التوسط وإدخال الموضوعات التربوية والأخلاقية والثقافية والحياتية والاجتماعية.
– تفعيل دور المأتم، وإظهاره بما يشبه المركز الثقافي في ظل انعدام -أو ندرة- وجود المراكز الثقافية. وحبذا لو يكون للمأتم خطة عمل أو برنامج معدّ، على طريق مساهمة فاعلة في التنمية الثقافية والاجتماعية.
– فكرة البرامج الساندة للمنابر (مثل: تعليم الأطفال دينيا وأخلاقيا وأكاديميا، الندوات، الحوارات المفتوحة، المحاضرات، الاحتفالات، المهرجانات الشعرية، وغير ذلك).
مادة 10/ الأدباء والشعراء والمثقفون:
الأدباء والشعراء والمثقفون قلوب نابضة بالوعي وبالأحاسيس والمشاعر النافعة، وهكذا ينبغي أن يكونوا، فلنشجع الأدب والشعر والثقافة، ولنبنِ أدباء وشعراء ومثقفين، ولنشجع الاستفادة من أولئك الأدباء والشعراء والمثقفين.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– تتوفر منطقتنا على كفاءات أدبية وشعرية، لكن هذه الكفاءات -مع الأسف- لا تقدر نفسها حق التقدير، ولا تستثمر قدراتها كما هو مطلوب.
– استضافة شخصيات أدبية وشعراء، والاستفادة من معرفتهم وتجربتهم في الأدب والشعر.
– فكرة أمسيات شعرية كمناخ للاهتمام بالشعر والأدب ولتشجيع بروز أدباء وشعراء في منطقتنا.
مادة 11/ الموهوبون والمبدعون والمتميزون:
الموهوبون والمبدعون والمتميزون ذخر عظيم لمجتمع قريتنا ووطننا، فلنكتشف أصحاب المواهب والكفاءات وأهل الإبداع والتميز في مختلف المجالات، ولنشجعهم على تطوير واستثمار مواهبهم وإبداعاتهم وتميزاتهم، ولنقدم لهم التقدير اللائق بهم.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– كقاعدة عامة، ينبغي لأصحاب الكفاءات أن يقدروا كفاءاتهم، وأن لا يضيعوها بلا استثمار، وأن يعملوا على اكتشاف قدراتهم ومواطن تميزهم، وينبغي للآخرين أن يقدروها فيهم.
– تكريم الموهوبين والمبدعين وتشجيعهم، وخلق الجو الاجتماعي الذي يكرس ثقافة الاهتمام بهم.
– اغتنام أوقات الفراغ في ممارسة الموهبة والإبداع.
– كمقترح عملي: يمكن تشكيل لجنة من الموهوبين في الرسم والفنون التشكيلية، للاستفادة من أفرادها في تشجيع ذوي الموهبة في الرسم والفنون التشكيلية.
– كمقترح عملي: يمكن تشكيل دورة سنوية في تعليم الرسم وغيره من الفنون التشكيلية، ويمكن أن يقوم الجانب النسوي بمثل ذلك.
– كمقترح عملي: يمكن إقامة معرض فني للموهوبين في الفن من أهل القرية على طريق تشجيع تلك المواهب وتنميتها.
مادة 12/ الاقتصاد ودوره في التنمية الثقافية والاجتماعية والرفاه المجتمعي:
اقتصادنا هو شريان حياتنا، ومركب من مراكب تقدمنا، وتوسطنا في استهلاك إمكاناتنا ومواردنا هو نصف معيشتنا، فلنجعل للاقتصاد وتحصيل الإمكانات المالية، وللتوسط في الإنفاقات وشكر النعم وتقديرها اعتبارا يليق بها، ولنعمل على ننشر الثقافة والوعي بأهمية ذلك، ولنشجع في هذا الاتجاه.
ا- القوة المالية تعدّ من القوى الهامة في نهوض وتقدم المجتمعات، فلنعطِ لتحصيل هذه القوة -بوسائل مشروعة- اهتماما يليق به، ولنفكر في مشاريع اقتصادية يمكن أن تساعدنا في التنمية الثقافية والاجتماعية لمجتمعنا.
ب- إمكاناتنا الأسرية واسطتنا للمعيشة وعون لنا عليها، فلنقتصد فيها، ولنصنع وعيا ثقافيا في الأسرة والمجتمع في هذا الاتجاه.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– العمل على صنع ثقافة اقتصادية -أو وعي اقتصادي- تمكّن من بناء رجال أعمال وأصحاب تجارات للمساهمة بالنهوض بالمجتمع ماليا واقتصاديا. ومن المقترح أن تشكل لجنة اقتصادية لدراسة ما يمكن عمله من مشاريع اقتصادية يمكن أن تحقق عائدا ماليا يستفاد منه في التنمية الثقافية والاجتماعية لمجتمع القرية. وكذلك يمكن تنظيم لقاءات مع رجال أعمال، من القرية ومن خارجها، للاستفادة من تجاربهم وأفكارهم ومقترحاتهم في هذا المجال، ودعوة الطلبة الجامعيين المتخصصين في التجارة وإدارة الأعمال.
– العمل اللائق وذو الدخل الجيد سبيل إلى تحسين الوضع الاقتصادي للأسرة والتنمية الثقافية والاجتماعية. ومن هنا تأتي أهمية الاهتمام بالتعليم الجامعي للوصول إلى ذلك النوع من العمل.
– كمقترح عملي: يمكن أن يوجد مشروع دينار واحد في كل شهر من كل فرد عامل متمكن، وتوجيه هذا الدخل العام في التنمية الثقافية والاجتماعية. ولتطبيق هذا المشروع يمكن الاتصال والتنسيق مع أكبر عدد ممكن من الأفراد العاملين (أصحاب الوظائف) والراغبين في القرية، ويمكن الاتفاق على صيغة عملية معينة لجمع هذا المال).
– يقترح بين فترة وأخرى تنظيم لقاءات حوارية مع العاطلين عن العمل، والتعرف على مشاكلهم ومعوقاتهم في البحث عن العمل.
– الاقتصاد في موارد الطاقة كالماء، والكهرباء، والهاتف، وتعميم وتكريس ثقافة الاقتصاد في هذه الموارد.
– الماء ثروتنا الطبيعية التي جئنا منها، وتقوم عليه حياتنا، فلنحترم الماء، ولنقدره، ولنقتصد فـي استعماله، ولننشر ذلك في الأسرة وبين ظهرانينا، ولنشجع في هذا الاتجاه.
– تعليم الأطفال منذ صغرهم على الاقتصاد، وعلى التوسط في استهلاك الطاقة والإمكانات والموارد الأسرية وتربيتهم عليه منذ نعومة أظفارهم.
– تعليم الأطفال منذ صغرهم ثقافة الشعور بقيمة الأشياء والإمكانات والموارد، وطريقة المحافظة عليها.
مادة 13/ الأسرة والسعادة الزوجية:
الأسرة لبنة بناء المجتمع، والسعادة الزوجية ركن من أركان السعادة في الحياة، فلنصنع ولنبنِ ثقافة الاهتمام بالأسرة، والثقافة الزوجية الصحيحة، ولنشجع عليهما، ولنمارس الاستشارة الزوجية قبل الدخول إلى عقد الحياة الزوجية ولنشجع عليها، ولنشجع الزواج القائد إلى أطفال أصحاء وصفات نوعية، ولنحمِ مجتمعنا من الطلاق والتفكك الأسري وما ينتج عنهما من مشكلات للمرأة والرجل والأطفال والمجتمع.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– استشارة أهل الخبرة والتجربة في العلاقات الزوجية قبل الزواج.
– تحصيل الثقافة الزوجية الإيجابية قبل الإقدام على الزواج، وللقراءة في هذا السبيل والاستفادة من تجارب المتزوجين الناجحين دور مؤثر في تحصيل تلك الثقافة. وكمقترح عملي، يمكن التركيز في منابر الخطابة -وغيرها من اللقاءات الثقافية والندوات- على الحياة الزوجية، وتحصيل الثقافة الزوجية الإيجابية.
– تعميق الحب والتسامح في الحياة الزوجية، وكذلك التعاون بين الزوجين في النهوض بأعباء هذه الحياة.
– ممارسة الانفتاح والحوار في العلاقات الزوجية. وكمقترح عملي: من الموضوعات الحيوية التي يمكن لمنابر الخطابة أن تعالجها هو الحوار الزوجي وثقافته، كذلك من المفيد جدا أن يكون هذا الموضوع هو موضوع حوار مفتوح مع جمهور الناس.
– الطفل السليم مطلب اجتماعي، ومن أجل أطفال أصحاء، من الأفضل تحاشي زواج الأقارب في العائلات التي تتكرر فيها إصابة الأطفال بأمراض وراثية.
– حالة -أو ظاهرة- العنوسة من الحالات المتوقعة والموجودة في مجتمعنا، وتحتاج إلى ثقافة المعالجة والحد منها إلى أقل ما يمكن. وكمقترح عملي، يمكن تنظيم لقاءات شاملة من خلال المأتم، أو نسائية مع الفتيات والشابات، لتثقيفهم في أمور الحياة الزوجية، وعن مشكلة العنوسة وطرق الوقاية من حدوثها، أو الحد منها، ويمكن الاستفادة من أخصائيين اجتماعيين، وأخصائيات اجتماعيات في هذا المجال.
– التوجه إلى الاهتمام بالأطفال اليتامى، وتقديم الدعم المعنوي، والمالي إذا دعت الحاجة إلى ذلك. ويمكن أن يكون هذا من مهام اللجان الاجتماعية، ولا يعني هذا الاستغناء عن المبادرة الفردية والإحساس بالمسؤولية تجاه أولئك الأطفال، بنين وبنات. وكمقترح عملي، يمكن تنظيم لقاءات، ذكورية ونسوية، مع هؤلاء الأطفال، والتعرف إلى أوضاعهم النفسية والأسرية، والتفكير فيما يمكن تقديمه لدعمهم ومساعدتهم.
– التوجه إلى الاهتمام بأطفال النساء المطلقات والرجال المطلقين، وتقديم الدعم والمساندة -معنويا وماديا- لهم متى ما دعت الحاجة إلى ذلك. ويمكن أن يُجعل هذا من مهام اللجنة الاجتماعية.
– الاهتمام بالزواج، وتشجيع الشباب عليه، وتشجيع الزواج الجماعي، وتهييئة ما يمكن من إمكانات لدعم الشباب والمقبلين على الزواج. وللمشاريع الذي تدر دخلا ماليا عاما دور مؤثر في ذلك الدعم.
مادة 14/ ترشيد الإنجاب وبناء الإنسان الفاضل:
الإنسان رأسمال حياتنا، وصناعة الإنسان الفاضل مطلب اجتماعي لازم، وترشيد وتنظيم الإنجاب-باعتبار الإمكانات التربوية والموارد المادية المتاحة الأسرية منها والوطنية- حاجة اجتماعية مطلوبة.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– لا يختلف إثنان على أن بناء الإنسان النوعي هو أصل في التربية والتنشئة وكذلك في التنمية الثقافية والاجتماعية. كما أن محدودية الموارد والإمكانات المادية والمعنوية ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار في الإنجاب وترشيده، واقع الإنجاب في الوقت المعاصر يؤكد صحة ذلك.
– يعدّ ترشيد الإنجاب وبناء الإنسان النوعي والفاضل من الموضوعات الهامة التي ينبغي لمنابر الخطابة أن تهتم بها.
– الاهتمام بحسن اختيار الزوجة من الناحية الصحية -كما من النواحي الأخرى- لضمان مجيء أجيال قوية من الناحية الصحية.
مادة 15/ بناء وتنمية الأطفال:
أطفالنا هم أجيالنا الجديدة، وهم أكبادنا وأرواحنا ومهجنا ونوى مستقبل مجتمعنا، وأعظم رأسمال لنا، فلنهتم بهم بصورة مركزة، ولتكن تربيتنا لهم وبناؤهم بناء أخلاقيا محورا رئيسا من محاور اهتماماتنا في الحياة، من أجل أن نصنع منهم لبنات اجتماعية فاضلة، وأفرادا صالحين ومؤهلين لذلك المستقبل، ولنوجد مناخا يشجع ويدفع في هذا الاتجاه، ولنوجد ثقافة تربوية فاعلة.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– تعويد الأطفال منذ نعومة أظفارهم وتربيتهم على قواعد ومبادئ السلوك الحسنة، والعادات الجميلة. مما يؤسف له أنه في منطقتنـا -كمثال- مازالت ظواهر مثل خروج الأطفال إلى خارج المنزل والشارع حفاة، وترك الأطفال بدون نظافة أو التقصير في مراقبة نظافتهم، وترك الأطفال مرسلين يهيمون من مكان إلى مكان كالأغنام. وللمرء أن يتساءل: أين الآباء والأمهات والإخوان والأخوات والأقارب من هذه الحالة أو الظاهرة؟ وإلى متى؟ نحن بحاجة إلى صناعة وعي لتجاوز مثل هذه الظواهر وغيرها.
– الانتباه إلى الحالات غير الإيجابية التي قد يصاب بها الأطفال، ومعالجتها، وعدم إهمالها.
– تعليم وتعويد الأطفال، بنين وبنات ومنذ صغرهم، على حسن اختيار الصديق، باعتبار أن الصديق له تأثيره الملموس على صديق، وكما تقول الحكمة السائرة: “قل لي من تصادق أقل لك من أنت”. وكمقترح عملي، يمكن تنظيم لقاءات تثقيفية وحوارية مع الأطفال من أجل إرشادهم وتدريبهم في هذا السبيل. ويمكن أن يكون هذا مضمّناً ضمن سلسلة دروس أخلاقية، أو ضمن سلسلة دروس في المهارات الحياتية خاصة بالأطفال.
مادة 16/ المنزل والحياة الأسرية:
مساكننا هي أحضان أسرنا، وهي مآوينا التي نأوي إليها، ونشعر بالراحة والاطمئنان والاستقرار بين جوانحها، فلنعِ أهميتها بالنسبة لنا، ولنهتم بها ماديا ومعنويا، ولنظهرها في أفضل صورة، ولننشر الوعي بضرورة الاهتمام بها وتحسينها، ولنشجع في هذا الاتجاه.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– تشجيع ثقافة الاهتمام بالعمران والاهتمام بالمنزل داخلا وخارجا. وليكن شعارنا في هذا: “قريتنا، نحو عمران حضري وصحي أفضل”.
– تشجيع بناء المساكن الجديدة وشراء الأراضي، وخصوصا بالنسبة للمتمكنين ماليا.
– التوجه إلى استثمار أراضي الأوقاف قبل أن يأخذ في استثمارها أفراد أو جهات ليست ذات أولوية.
– تشجيع ترميم المنازل وإظهارها بالمظهر اللائق داخلا وخارجا.
– تشجيع طلاء المنازل وتزيينها وإظهارها بالمظهر الجيد الجميل.
– رصد المنازل القديمة والآيلة إلى السقوط بصورة متكررة، وإعطاء العوائل الفقيرة والمحتاجة الأولوية، والاستفادة من صندوق سترة الخيري وعضو المجلس البلدي والجهات الرسمية الأخرى في هدم وإعادة إعمار هذه المنازل والمتابعة في هذا الشأن. وكمقترح عملي: يمكن أن يكون هذا من مهام اللجنة الاجتماعية، أو لجنة العلاقات العامة.
– التوجيه إلى إعطاء الجانب التربوي والجانب التعليمي في المنزل دورا أساسيا.
– إعطاء التوجيه الفكري والأخلاقي للأبناء موقعا أساسيا في المنزل والأسرة.
– صناعة المكتبة المنزلية والاهتمام بها. وتكريس ثقافة الاهتمام بالعلم والثقافة في المنزل.
مادة 17/ المرأة والمجتمع:
المرأة نصف المجتمع، فلتحظَ باهتمام يتناسب ومكانتها الاجتماعية، ولنخلق وعيا ثقافيا في الأسرة وفـي المجتمع بذلك، وليكن لها دورها الفاعل والمتواصل في التنمية الثقافية والاجتماعية لمجتمعها.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– ما يميز المرأة في مجتمع قريتنا -وفي غيره من المجتمعات المحلية والوطنية- أنها ليست مستوفية لحقوقها، وغير نائلة للمكانة التي ينبغي أن تتبوأها، كنصف للمجتمع. وما يميز الأنشطة والفعاليات الثقافية والاجتماعية في مجتمع قريتنا -أو قسم منها- أنها ذكورية وتقوم على الفصل بين الجنسين، لاعتبارات عرفية وشرعية كما نعلم جميعا. لكن هذا لا ينبغي أن يكون مبررا للرجل لأن يجحفها حقها ويهمش شخصيتها، كما لا ينبغي أن يكون مبررا للمرأة نفسها للتنصل من مسؤولياتها الاجتماعية، أو أن يكون مانعا من أن يكون لها توجهاتها واهتماماتها وممارسة دورها الإيجابي في التنمية الثقافية والاجتماعية لمجتمعها. وكمقترح عملي، يمكن للمرأة أن تستفيد من المواد والتوصيات والمقترحات العملية في هذا الإطار كحاجات مجتمعية أساسية، والقيام بالتدابير العملية اللازمة بما يتناسب والعمل الاجتماعي النسوي، على طريق تنمية ثقافية واجتماعية لمجتمع قريتنا.
– التركيز على موضوع تكريم المرأة وتقديرها عموما، وإعطاءها دورا في التنمية الثقافية والاجتماعية، لكي تشعر أنها معتبرة وغير مهمّشة.
مادة 18/ المحيط الاجتماعي والانحرافات السلوكية والأخلاقية والظواهر الاجتماعية:
– المحيط الاجتماعي هو الإطار الأكبر من الأسرة والذي يعيش فيه كل فرد منا، وصلاح الفرد مرتبط إلى درجة كبيرة بصلاح هذا المحيط. فلنعمل بكل ما نستطيع على أن يكون هذا المحيط صالحا وجميلا لكي يكون الأفراد صالحين، ويعيشون ضمن لإطاره في أمن وأمان، وطمأنينة وسلام.
– الانحرافات السلوكية والأخلاقية والظواهر الاجتماعية غير الإيجابية آفات اجتماعية خطرة ومضرة بالمجتمع، فلنكتشفها إن وُجدت، ولندرسها، ولنعالجها ولنكافحها بجدية -وبالتي هي أحسن- في مجتمعنا، ولننشر الوعي بوجوب اجتنابها والتحذير من الوقوع فيها، أو حدوثها.
– فترة المراهقة من الفترات الحساسة التي يمر بها الإنسان في مسيرة نموه، ولذا يحتاج المراهق، ذكرا وأنثى، إلى حسن اهتمام أسري وحسن اهتمام اجتماعي يمكّنانه من عيش وتخطي هذه المرحلة بصورة إيجابية.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– تلعب الصداقة دورا ملحوظا ومؤثرا في بناء شخصية الإنسان، وفي الانحرافات السلوكية والأخلاقية. ومن هنا لابد من صناعة ثقافة ووعي يمكنان النشء من اختيار الصداقات الطيبة والمستقيمة، والتحصن ضد اختيار الصداقات السيئة والمنحرفة.
– تنظيم الرحلات الاجتماعية الدورية والمخيمات لما لها من تأثير إيجابي على الشباب والأشبال والأطفال.
– الظواهر الاجتماعية نوعان: إيجابية وغير إيجابية، ومن شأن الأولى أن تُدعم وتعزّز، ومن شأن الثانية أن تدرس وتتابع وتعالج.
– الحسد آفة نفسية ينبغي أن نعمل على معالجتها في مجتمعنا المحلي، ونوجد الثقافة والسلوك والأجواء المشجعة والحاثة على اجتناب الإصابة بها.
– كون بعض الظواهر الاجتماعية غير الإيجابية (مثل السرقة والانحرافات الجنسية) ذات طابع حسّاس، ينبغي أن لا يكون ذلك مانعا من التوجه إلى معالجتها، لأننا سنكون بين خيارين: بين مواجهة المشكلة والتصبر على ما قد نلاقيه من التوجه إلى معالجتها، وبين تفاقم الظاهرة وانتشار آثارها المضرّة.
– معالجة موضوع السرقة واللصوصية. ومن المقترح تنظيم لقاءات حوارية.
– معالجة موضوع إشاعة الأجواء غير الإيجابية حول الأفراد، والإساءة إلى شخصياتهم وسمعتهم ومكانتهم.
– هناك ظواهر في مجتمعنا قد يصعب الحكم عليها بأنها إيجابية مطلقا أو غير إيجابية مطلقا، وهي تحتاج إلى استكشاف، ومتابعة، ودراسة، وتوجيه، مثل ظاهرة “البسطات” والخيام.
– من الأمور العملية للتعامل مع الظاهرة السابقة، هو تنظيم زيارات دورية لهذه “البسطات” والخيام، والدخول في حوارات مع الأفراد القائمين عليها والمرتادين، لكسبهم والتأثير فيهم، ويمكن أن ينظم هذا في إطار لجنة اجتماعية. (طبعا هذا لا يعني أن كل من يرتاد هذه “البسطات” والخيام هو غير إيجابي أو سيئ، فهناك بلا شك “بسطات” إيجابية).
– رصد الظواهر الاجتماعية غير الإيجابية، ودراستها، ووضع طريقة لمعالجتها. (مع ملاحظة الفرق بين الحالة والظاهرة، والحذر من التعميم غير الصحيح الذي قد ينظر إلى حالات قليلة على أنها ظاهرة).
– من الظواهر الموجودة: الثللية (الشللية) في العلاقات والصداقات، وهي تحتاج إلى معالجة بطريقة إيجابية. وكمقترح عملي: يمكن القيام بحوارات مفتوحة لدراسة هذه الظاهرة وتبادل وجهات لنظر في طريقة التعامل معها.
– التفكير في طريقة -أو طرق- عملية وفاعلة في معالجة الانحرافات الجنسية.
– الموضات الأجنبية غير اللائقة أو السلبية هي أنماط بعيدة عن مبادئنا وقيمنا وثقافتنا وعاداتنا، فينبغي أن نبني ثقافة تشجيع الأنماط الجيدة، وأن نشجع في الحد من انتشار الموضات والأنماط الأجنبية غير اللائقة (الملابس والحلاقة كمثال) بأساليب فنية ومحببة.
مادة 19/ الصحة والحياة:
صحتنا عماد حياتنا وسعادتنا، فلنوجد أجواء الوعي بها، ولنشجع الاهتمام بها وبما يساعد على تأصيلها وتدعيمها.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– الرياضة جانب على مستوى كبير من الأهمية لصحة الإنسان، جسدا وروحا، فلنشجع ممارسة الرياضة اليومية، وأسهلها وأفضلها رياضة المشي، ومن الرياضة الجيدة ممارسة تمارين المرونة، حيث يمكن للمرء أن يمارسها في منزله كل يوم في مدة من 10-20 دقيقة على الأقل.
– الثقافة الصحية حاجة أكيدة، فلنشجع على إيجادها وامتلاكها.
– الاستفادة من الكفاءات الطبية والتمريضية المحلية والوطنية في إيجاد الوعي الصحي والثقافة الصحية في منطقتنا.
– تنظيم حملة التبرع بالدم في القرية بصورة سنوية.
مادة 20/ البيئة والمحيط:
بيئتنا هي محيطنا وبيتنا الكبير الذي نعيش وأجيالنا فيه، فلنعمل على الاهتمام بها والمحافظة عليها وإظهارها في صورة حسنة وجميلة.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– المبدأ الرئيس الذي ينبغي نشره وتكريسه فيما يتعلق بنظافة الأماكن العامة -وبالنظافة عموما- هو أن الطريقة الصحيحة في التعامل مع المكان أو الموقع النظيف هو أن نحافظ على نظافته ونبقيه نظيفا، لا أن نوسخه اعتمادا على أن شخصا أو جهة -كالبلدية- ستقوم بتنظيفه.
– تقدير الأفراد العاملين في تنظيف القرية.
– تنظيم حملات نظافة جماعية، سنوية أو حسب الحاجة، عن طريقها يتم تنظيف المنطقة من الإشغالات، واستثمار هذه الفعاليات في نشر وتعميم ثقافة الاهتمام بالنظافة بصورة عامة، وبنظافة المحيط بصورة خاصة، وبأهمية القيام بمثل هذه الأجواء والفعاليات الإيجابية.
– يمكن دراسة مقترح تكوين لجنة وظيفتها متابعة إشغالات الطرق في القرية.
– تنظيم ندوات أو لقاءات مع الجمهور حول إشغالات الطرق، ويفضل إشراك شخصيات بلدية تعمل في مجال النظافة والشؤون الصحية في هذه الحوارات.
– بناء وتكريس ثقافة الاهتمام بالسواحل، والاهتمام بنظافتها وإظهارها في أفضل صورة، والتشجيع في هذا الاتجاه. وكمقترح عملي، يمكن تشكيل لجنة للمحافظة على السواحل والاهتمام بها.
مادة 21/ مرافق الخدمات العامة:
الخدمات العامة مرافق حيوية ضرورية لحياتنا، فلنحافظ عليها، ولنشجع على المحافظة عليها، ولنكرس الوعي بأهميتها وبأهمية المطالبة بتوفير ما يلزمنا منها.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– تعريف: الخدمات العامة والمرافق هي تلك الخدمات التي توفرها الدولة في منطقة ما ويستفيد منها أهل المنطقة عامة، من مثل: الشوارع، الحدائق والمنتزهات، محطات الكهرباء الفرعية، المحولات الكهربائية، أعمدة وكابلات الكهرباء، كابلات الهاتف، مصابيح الشوارع، ومصابيح المناطق، أغطية غرف مياه المجاري، علامات خطوط المياه، حافلات النقل العام، وغيرها.
– تشجيع وتعميم ثقافة المحافظة على مرافق الخدمات العامة، والشعور بأهميتها للصالح العام.
– المحافظة على سلامة الشوارع ونظافتها من الإشغالات، باعتبارها وسائطنا الحضارية للتنقل، ووجه من وجوه تقدمنا المدني، وتعميم ثقافة الشعور والاهتمام بها والمسؤولية عنها، والتشجيع في هذا الاتجاه.
– تكريم دوري للأشخاص الذين يتحركون ويساهمون في توفير مرافق الخدمة العامة وإصلاحها، وتشجيعهم، وصناعة المناخ الإيجابي لتكثيرهم. (التكريم في حفل مثلا).
– تشجيع ممارسة تقديم طلبات لتوفير خدمات عامة، مثل توفير مصابيح عامة في مناطق ضعيفة أو قليلة الإنارة أو مظلمة، وإعادة رصف شوارع، وغير ذلك.
– موضوع إعادة خط النقل العام إلى القرية. (ما هي أسباب الإيقاف؟ وهل هناك حاجة ماسّة لإعادته؟)
مادة 22/ التشجير والتخضير:
النبات ضرورة من ضرورات حياتنا، وحاجة أكيدة لسلامة وجمال بيئتنا، فلنزرع، ولنزرع، ولنبنِ ثقافة الاهتمام بالنبات والزراعة، ولنشجع الزراعة والتخضير والتشجير في قريتنا، ولنعمل على جعلها أكثر وأكثر خضرة وجمالا، ولنخلق الأجواء المشجعة على ذلك.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– صناعة الحديقة المنزلية، وتشجيع وتعميم ثقافة الاهتمام بها.
– ليزرع كل واحد منا شجرة على الأقل.
– تقدير وتكريم أشخاص ذوي مبادرات واهتمامات زراعية في القرية.
– توفير البذور الزراعية وجعلها في متناول جمهور المنطقة.
– صناعة الثقافة الزراعية وتعميمها.
– الاستفادة التنويرية من الأشخاص المشتغلين بالزراعة والهندسة الزراعية.
– كمقترح عملي، يمكن تشكيل لجنة تشجير وتخضير وظيفتها الإعداد والتنظيم والتنسيق والإشراف على التشجير والتخضير في القرية ومتابعته.
مادة 23/ الحالات المحتاجة إلى دعم نفسي واجتماعي:
مساندة الأفراد المصابين بحالات روحية أو إعاقة جسدية عمل جليل، فلنحتضنهم، ولنقدرهم، ولنحسن التعامل معهـم، ولنقف معهم في محنتهم، ولنساعدهم في تخطي تلك الحالات جهد ما نستطيع، ولنوجد ثقافة اجتماعية تشجع في هذا الاتجاه.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– عالمنا اليوم هو عالم التوتر والقلق الذي بدوره يؤدي إلى الإصابة بمثل تلك الحالات. كذلك إساءة المعاملة في الأسرة وفي المجتمع تؤدي إلى مثل تلك الحالات. ومن هنا فمن أول الأمور التي ينبغي تكريسها هو إبعاد العلاقة الزوجية والتعامل مع الأطفال عن كل أشكال إساءة المعاملة كالعنف، والطرد من المنزل، والتحقير، والنقد المفرط، والسب، والحرمان.
– ترتيب زيارات دورية للأفراد المحتاجين إلى دعم، ذكورا وإناثا، سواء من المصابين والمصابات بحالات نفسية (روحية)، أو من المبتلين والمبتليات بإعاقات جسدية.
– تنظيم دعوات لقاء وحوار مع الأفراد المحتاجين إلى دعم نفسي واجتماعي.
– استضافة معالجين نفسيين والاستفادة منهم في مجال الاهتمام بالأفراد المحتاجين إلى الدعم النفسي والاجتماعي، وطريقة تأهيلهم اجتماعيا.
– تشجيع الأفراد المنظورين على التعامل الصحيح مع الحالات التي يشكون منها، بغية تجاوزها أو التكيف معها، وإعادة الثقة بالنفس، وتقديم المساعدة في التأهيل الاجتماعي.
– عرض مساعدات روحية ومادية لتلك الحالات.
– يمكن جعل الاهتمام بهؤلاء الأفراد من اختصاص اللجان الاجتماعية.
مادة 24/ الوقت وتنظيمه واغتنامه واستثماره:
الوقت عنصر أكبر من أن يقدر بثمن، أو يضاهى بمادة نفيسة، إذ هو حياة الإنسان وعمره، فلنعِ أهمية عامل الزمن، ولنصنع ثقافة الاهتمام به، ولنمارس تخطيطه وتنظيمه واستثماره، ولنوجد مناخا إيجابيا في أوساطنا -في الأسرة وخارجها- يوجه إلى تخطيط وتنظيم واستثمار الوقت، ويشجع على ذلك.
تفصيلات ومقترحات عملية:
نظرة تحليلية مبسطة للوقت: مع الأخذ بعين الاعتبار تفاوت الأفراد في إمضاء الوقت والاستفادة منه حسب التوجهات والاهتمامات، هناك مشتركات في إمضاء الوقت والاستفادة منه، مثل: النوم والأكل والحاجة إلى النوم والراحة وغيرها، إذ كل إنسان هو بحاجة إلى هذه الأمور أو الأعمال. وكمثال على الأعمال التي يزاولها البعض ولا يزاولها آخرون: القراءة، إذ هناك من يزاولها لرغبة منه إليها، وهناك من لا يزاولها أو يزاول الحد الأدنى منها لغياب الرغبة إليها. بصورة عامة، يمكن القول أنه ابتداء من المنزل، ومن نقطـة أن الإنسان إما أن يكون في منزله أو خارجه، تنقسم أعماله إلى نوعين: أعمال داخل المنزل، وأعمال خارجه.
وتتنوع الأعمال داخل المنزل إلى: عبادة (مثل: الصلاة، الدعاء والمناجاة، الزيارة) / قراءة / كتابة /دراسة/ تعليم/ رياضة/ عمل منزلي (مثل: صيانة، تنظيفات، مساعدة الزوجة، مساعدة الأم، وغير ذلك) / طبخ (خصوصا بالنسبة للمرأة) / أكل / ترفيه (قد يكون الترفيه في صورة قراءة كتابية أو صحافية، استخدام الشبكة العالمية للمعلومات، استماع، استماع ومشاهدة، لعب مع الأطفال، جلسة خفيفة ترويحية مع العائلة) / حوار مع الزوجة / حوار مع الأطفال / توجيه الأطفال / ممارسة هوايات ورغبات (قد تكون ممارسة الهواية جزءا أو نوعا من الترفيه) / راحة غير النوم / نوم.
أما الأعمال خارج المنزل فتتنوع إلى: عمل معيشي / دراسة (قد تكون الدراسة في مدرسة أو معهد أو كلية أو جامعة، أو غير ذلك، وقد تكون في الوطن أو خارجه / عبادة (مثال الصلاة في المسجد) / حضور محفل (مثل حضور ندوة، أو حفل، أو مسيرة، أو غير ذلك) / تسوق (مثل: شراء مواد احتياجات العائلة من مواد غذائية وغيرها) / زيارة (مثل: زيارة صديق، أو قريب، أو مريض، أو ضيف قادم من خارج البلاد، أو غير ذلك /ترفيه (مثل: زيارة حديقة، أو منتزه أو شاطئ، أو متحف، أو معرض، أو مهرجان أو سوق، أو غير ذلك) / رياضة (مثل: ممارسة المشي خارج المنزل، أو غيرها من الرياضات مثل كرة القدم، وقد تكون ممارسة الرياضة في نادٍ) / السفر ( وللسفر أهداف متنوعة فقد يكون من أجل الدراسة، أو السياحة، أو العمل، أو التجارة، أو العلاج، أو غير ذلك). وفي السفر تتكرر الدورة من جديد، فتتنوع الأعمال بين منزلية (أي في المسكن الذي يسكن فيه الإنسان حينما يكون خارج الوطن)، وغير منزلية. وتتشابه الأعمال التي يقوم بها المرء خارج وطنه مع تلك الأعمال التي يقوم بها في داخله، وربما تختلف، وهذا ينطبق على الأعمال في داخل المنزل والأعمال خارجه. مثال ذلك: المرء في منزله في وطنه يشاهد البرامج التلفزيونية النافعة، وفي منزله في خارج وطنه يمكن أن يشاهد أيضا البرامج التلفزيونية النافعة. المرء في منزله في وطنه يقوم بمساعدة زوجته في تنظيف المنزل، لكنه ربما في منزله في خارج وطنه يعتمد على الجهة التي استأجر منها السكن مثلا. المرء في خارج منزله في وطنه يمكنه أن يمارس رياضة المشي مثلا، وفي خارج منزله خارج وطنه يمكن أن يمارس نفس هذه الرياضة كذلك. وأينما كان الإنسان، في منزله أو خارجه، في وطنه أو خارجه ينبغي له أن يخطط وقته، وينظمه، ويحسن استثماره.
– حقيقة ينبغي لنا جميعا أن ندركها وهي أن لا نستكثر الوقت، فهو مهما كثر أو طال فهو قليل، وهو كما العلم، مهما كثر فهو قليل.
– تعميم وتكريس ثقافة الاهتمام بقاعدة سلم الأولويات (الأهم فالمهم).
– ترشيد التوجه الرياضي الكروي من حيث الوقت وجعله لا يؤثر سلبا على التحصيل الدراسي بناء على القاعدة السابقة.
– كمقترح عملي: يمكن تنظيم حلقات دراسية للأطفال والشباب في إدارة الوقت وحسن التعامل معه، ويمكن أن يدرج هذا المقترح ضمن الحلقات التي تهتم بالمهارات الحياتية (مادة 7).
مادة 25/ الاستفادة من الشبكة العالمية للمعلومات:
الشبكة العالمية للمعلومات مصدر هام للمعلومات في عصرنا الحاضر، عصر ثورة المعلومات وتكنولوجيتها، الأمر الذي يستلزم حسن الاستفادة من هذه الشبكة واستثمار المعلومات التي تتوفر عليها في التنمية الثقافية والاجتماعية لمجتمعنا.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– تمثل الشبكة العالمية للمعلومات (انترنت) مصدرا زاخرا بالمعلومات والمعارف، ينبغي للإنسان أن يحسن التعامل معه ويستثمره في خدمة نفسه ومجتمعه بصورة إيجابية.
– تيسر الشبكة العالمية للمعلومات خدمة البحث، وهذا ما يساعد الباحثين -من أي مستوى- في إنجاز مهماتهم البحثية.
– خدمة البحث في الشبكة لا ينبغي أن تتحول إلى عملية نقل صرفة، لأن النقل الصرف قد يؤدي إلى ضعف العملية البحثية في الباحث.
– هناك دور هام للأسرة (الوالدين تحديدا) في التوجيه فيما يتعلق باستخدام الشبكة، والمراقبة. والمواقع الإباحية في الشبكة هي معاول هدم لأخلاق الناس في هذا الزمن، فينبغي تعميم ثقافة اجتنابها والتحذير منها.
– كمقترح عملي: يمكن تنظيم حلقات درسية أو ورش عملية حول الاستفادة من الشبكة وأخلاقيات هذه الاستفادة عن طريق خبراء ومتخصصين. وللتوجيه الأسري دور رئيس في هذا السبيل.
مادة 26/ المؤسسات الخيرية:
المؤسسات الخيرية قنوات اجتماعية حيوية جوهرها التكافل مع الإنسان المحتاج ورفده اقتصاديا، فينبغي أن نعمق شعورنا بهذه الجهات، ونقدم لها المساندة اللازمة، وأولها تقدير الخدمات الإيجابية التطوعية التي يقوم بها القائمون على عليها، وتقديم الدعم المعنوي لهم، والتفاعل الإيجابي مع أعمالهم وتطلعاتهم الخيّرة، ثم المساهمة -ومنها المالية- على قدر الاستطاعة في تلك المؤسسات.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– تعميم وتكريس ثقافة تقدير المؤسسات الخيرية والنظر إليها بنظرة إيجابية.
– أبرز مثال على المؤسسات الخيرية الصناديق الخيرية (Charity Funds)، واللجان الأهلية التي تهتم بدعم المحتاجين ماليا وعينيا.
– تكريم أشخاص بذلوا أو يبذلون جهودا خيرة في الخدمة الخيرية التطوعية.
– التعاون والتنسيق مع هذه المؤسسات فيما يتصل بالتنمية الثقافية والاجتماعية لمجتمع القرية.
مادة 27/ الترفيه:
الترفيه حاجة إنسانية أكيدة، لأنها تطري النفس وترفع عنها ما قد يعتريها من تعب وسأم من جانب، وتدفع الإنسان إلى العمل بروح نشطة وفاعلة، فلنمنح الترفيه اهتماما يليق بأهميته -بل بضرورته- ولنصنع ولنعمم ثقافة الاهتمام به، ولنشجع في هذا الاتجاه.
تفصيلات ومقترحات عملية:
– نشر وتعميم ثقافة الحاجة إلى الترفيه لما له من دور كبير ومؤثر في الصحة الجسمية والنفسية، والتشجيع في هذا الاتجاه.
– التوجه إلى معالجة حالة -أو ظاهرة- عدم إعطاء الترفيه اهتماما لائقا، وخصوصا خارج المنزل، وهذه الحالة -أو الظاهرة- بحاجة إلى تثقيف بضرورة الترفيه عن النفس لدعم صحتها، والتخفيف عنها، والتزود بشحنات تفيد في أداء الأعمال برغبة وفاعلية ونشاط.
– الرحلات الدورية إلى البساتين والمزارع وبرك السباحة والشواطئ.
آليات وأساليب واستراتيجيات لتعميم هذا الإطار ثقافيا وتطبيقه عمليا في مجتمع قريتنا:
تتنوع هذه الآليات والأساليب والاستراتيجيات بين النظرية والعملية، ومنها:
– النظرة الإيجابية والمؤمِّلة والتشجيع والإعلام والتعميم الثقافي على مستوى مجتمع القرية.
– الاستفادة من الجلسات التي تنظمها المؤسسات الأهلية- ومنها الجلسة الأسبوعية في المركز- للتركيز على الحاجات المجتمعية الأساسية التي يهتم بها هذا الإطار.
– الاستفادة من المناسبات الدينية في التركيز على الحاجات المجتمعية الأساسية، ومنها التي يهتم بها هذا الإطار وتكريس الاهتمام بها في الممارسة الفردية والاجتماعية.
– الإرشاد والتوجيه الأسري وأهميته في المساهمة في تطبيق بنود هذا الإطار.
– الاستفادة من البرامج الساندة التي يمكن أن تقام في المآتم أو المساجد أو المنازل في تشجيع وتطبيق مواد الإطار.
– التكريم في مختلف مجالات التميز والإبداع باعتباره يسهم بشكل كبير في تشجيع وتطبيق بنود هذا الإطار.
– تعزيز نواحي الإيجاب في مجتمع منطقتنا، ومعالجة نواحي الخلل فيه بطريقة إيجابية للوصول إلى الأفضل.
– التعاون والتنسيق بين المؤسسات الأهلية في القرية.
– استقطاب أفراد أكثر للعمل التطوعي، للاستفادة منهم في التنمية الثقافية والاجتماعية لمجتمع القرية.
– الاستفادة من اللجان الموجودة في المؤسسات الأهلية في القرية أو تشكيل لجان جديدة، حسب الحاجة.
إعداد: السيد رضا علوي السيد أحمد
31/3/2006