في ذكرى نهضة الإمام الحسين (ع) الشكر والتقدير لرجال الخدمة العامة
في كل مجتمع ثمة أفراد نذروا أنفسهم لخدمة الآخرين. قد تكون جالسا في مأتم ويأتيك أحدهم بكل تواضع وأريحية ويقدم لك فنجانا من الشاي أو القهوة أو كأسا من الماء أو طبقا من الطعام أو غير ذلك. قد تكون في مسيرة عزائية، وتجد أحدهم ينظم المسير، أو يشرف على تنظيم الصوت، أو يقدم لك كأسا من الشاي أو “الشربت”، أو… أو…. هي أيادٍ خدومة ومعطاءة ومؤثرة –كثر الله من أمثالها- لابد لنا أن نمنحها الشكر والتقدير والعرفان، ونحاول أن نكون مثلها إذا شئنا ورغبنا، وعلى الأقل أن نمنحها التشجيع وأن لا نجحدها صنيعها الطيب. هي أنفس وضعت أمام ناظرها أن خير الناس أنفعهم للناس، فسلكت هذا الطريق بكل ثقة وبرغم ما تلاقيه من متاعب. هي قلوب صابرة، ووجوه بشوشة تستمتع بخدمة الآخرين وتسعد بها
إن المجتمع الذي لا يقدر خادميه هو مجتمع جحود وسلبي، وقد علمنا خالقنا تبارك وتعالى أن شكر مخلوقه من شكره، فمن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق. دعنا نؤكد دائما على هذا الشكر لرجال الخدمة العامة، فكلمة شكر وعرفان نقدمها لأخينا في الله الذي قدم نفسه في خدمة غيره قد توفي بجزء من حقه علينا. دعنا نشعر أنفسنا دائما أن هذا الإنسان الذي أخذ على نفسه أن يخدمنا هو إنسان ذو مشاعر طيبة ونبيلة، ومن شأن هذه المشاعر أن تقدر وتحترم ويقدم لها التشجيع والتعاون.
هؤلاء الرجال المعطاءون الذين قصدوا مرضاة الله جديرون بـأن يكرموا وأن يُحتفى بهم، وإن كانوا قد وضعوا في أنفسهم أن خدمة الآخرين هي أكبر تكريم لهم. هؤلاء الرجال طاقات ناشطة لا تتوقف، وأنفس حافلة بالطيب والتسامح، همها أن تتعب ويرتاح الآخرون، أن تعمل ويسعد الآخرون، أن تسهر وينعم الآخرون. وما أظلمنا حين نتنكر لتلك الجهود الطيبة التي يبذلها إخوتنا رجال الخدمة العامة، وحين لا نقدم لها شيئا من التقدير والعرفان.
والخدمة العامة توفيق، وهي مهارة قابلة للاكتساب، وتحتاج إلى شيء من التضحية والإيثار. كل واحد منا باستطاعته أن يكون رجل خدمة عامة إذا قرر مع نفسه أن يكون كذلك. وهذا القرار بحاجة إلى صبر وتوطين للنفس على متطلبات الخدمة العامة. إن من صفات رجل الخدمة العامة: رحابة الصدر، فهو ذو صدر رحب، وقلب طيب، يستمع إليك، ويلبي احتياجك، ومستعد لأن يقدم لك ما تحتاجه من مساعدة، وسعادته هو أن يراك مخدوما ومساعَدا. فالشكر لكم والتقدير يا رجال الخدمة العامة، ذكرانا وإناثا، وألف ألف تحية لكم.
بقلم: رضا علوي السيد أحمد
محرم 1426